الاثنين، 13 مارس 2017

شعر عن المعلم .

قُم للمعلمِ وفّهِ التبجيلا 
كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا
 أعَلِمتَ أشرفَ او أجل من الذي 
يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا
 سُبحانكَ اللهم خيرَ معلمٍ
 علّمتِ بالقلمِ القرونَ الأولى
 أخرجتَ هذا العقل من ظُلُماتهِ 
وهَديتهُ النورَ المبينَ سبيلا 
و طبعته بيدِ المعلمِ تارة 
صدئ الحديدُ وتارةً مصقولا 
أرسلتَ بالتوراةِ موسى مُرشداً 
وابن البتول فعلّم الإنجيلا 
علّمتَ يوناناً ومصر فزالتا 
عن كل شمس ما تريدُ أُفولا 
واليومَ أصبَحَتا بحالِ طفولةٍ 
في العلمِ تلتَمِسانِهِ تَطفيلا 
من مشرق الأرض الشموسُ 
تظاهرت ما بال مغربها عليه أُديلا 
يا أرضُ مذ فقد المُعلمُ 
نفسُهُ بين الشُموس وبين شرقِكِ حيلا
 ذهب الذين حَمَوا حقيقة علمِهِم 
واستعذبوا فيها العذابِ وبيلا 
في عالمِ صَحِبَ الحياة مُقيّداً 
بالفردِ مخزوماً به مغلولا 
صرعتهُ دنيا المستبدّ كما هَوَت 
من ضربة الشمسِ الرؤوسُ ذهولا 
سقراط أعطىَ الكأسَ وهي منية
 شَفَتيْ مُحِب يَشتَهي التَقبيلا 
عَرَضوا الحياةَ عليه وهي غَباوةٌ 
فأبى وآثرَ أن يموتَ نبيلا 
إن الشجاعةَ في القلوبِ كثيرة 
ووجدتُ شُجعانَ العقولِ قليلا 
إن الذي خَلَقَ الحقيقةَ علقماً 
لم يُخل من أهلِ الحقيقةِ جيلا
 ولربّما قتلَ الغرامُ رجالَها 
قُتِلَ الغرامُ كم استَبَاح قتيلا 
وإذا المعلمُ لم يكن عدلاً مشى
 روحُ العدالةِ في الشبابِ ضئيلا
 وإذا المعلمُ ساء لحظَ بصيرةٍ 
جاءَت على يدهِ البصائرِ حولا 
واذا أتى الإرشاد من سببِ الهوى
 ومن الغرورِ فسَمهِ التضليلا 
واذا أصيب القوم في أخلاقِهم 
فأقم عليهم مأتماً وعويلا 
وإذا النساءُ نشأن في أُمّيّةٍ
 رَضَعَ الرجالُ جهالةً وخمولا
 ليس اليتيمُ من انتهى أبواه 
من همِّ الحياةِ وخلّفاهُ ذليلا
 فأصابَ بالدنيا الحكيمةِ مِنهُما 
وبِحُسنِ تربيةِ الزمان بديلا 
إن اليتيم هو الذي تلقى له 
أماً تخلّت او اباً مشغولا 
إن المقصّر قد يَحولُ ولن ترى 
لجهالة الطبعَ الغبيّ مَحيلا
 فلرُبّ قولٌ في الرجالِ سَمِعْتُمُ 
ثمّ انقضى فكأنهُ ما قيلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق